الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

حكاية ترويها الصور بقلم الشاعرة نادية بدري محمد


.................
حكاية ترويها الصور
.......................
مرت تلك السائحه بين أزقة تلك المدينه العتيقه تلتقط الصور لكل ماهو عريق وكل ماهو جميل ..
ثم لفت إنتباهها تلك العجوز التي تفترش الارض وأمامها بعض الاقفاص المصنعوه من الجريد وتبيع عليها الصحف للعابرين .. 
فراحت تحملق في ملامحها التي تشبه براءة مدينة تملئها الامان.
وهمت بإلتقاط بعض الصور لها .
فما كان من تلك العجوز إلا أن أصابتها الدهشه من تلك الاضواء التي تفتش في ملامحها وتبعثر أفراحها وأتراحها التي خبئتها الأيام في دواليب عمرها 
فتلك السيدة لاتفرق بين سائحه وأي ثرية إخري تبتاع منها بعض الصحف .. نظرت إليها نظرة فيها إضطراب وتوجس 
ودار بينهما حوار صامت .. تهمس تلك العجوز في سرائرها ماذا تفعل هذه الغندوره التي جائت تتفرج علينا وتتسلي 
وكانت تلك اللقطه الاخطر التي إلتقتطها عدسة السائحه .
جمعت الصوره في حدقتها الواسعه بؤس إمرأة عربيه مكافحه 
ومعاناة إنثي لم ترحمها الايام 
وداخل الصورة كانت بسمة صور الفنانات علي غلاف المجلات 
تفاصيل كثيرة حوتها تلك العدسه وحكايات روتها دون أن تدونها الاقلام 
كانت نظرات العجوز تنم عن أحزان وهموم تفضح ظلم الحياة وإهمال الكل لها 
نظرت تلك السائحه في عدستها ورائت ذالك المشهد الدرامي ..
وعوضا عن إكتمال سعادتها أصابها الاحباط .
وذهبت الي غرفتها بالفندق وبدات تعاود مطالعة الصور وتاتي الي تلك الصوره وتجلس أمامها في حزن مره وفي شفقة مرات 
مرات ومرات ...حتي مر بها الوقت وتناست الصوره
وإكتملت جولتها السياحيه وعادت إلي بلدها فرنسا 
تقابلت مع صديق لها صحفي مشهور فأخبرها أن هناك معرض للصور الفوتغرافيه تقيمه المؤسسه الصحفيه التي يعمل بها ولامانع من أن تعرض فيه بعض مما لديها ربما تنال بعض الجوائز 
فرحت بالموضوع وبدات في جمع أغرب الصور التي لديها وبالصدقه وقعت أمامها صورة تلك العجوز .. 
وتمت عرض الصور في المعرض وكانت المفاجئه أن تلك الصوره لفتت إنتباه الجميع لما به من إهدار لحقوق المرأة العربيه وإستنزافها ..
وراحت الصحف الغربيه وخاصه الفرنسيه في التحدث عن تلك الصوره وما فيها من معاناه وحين وقعت إحدي المجلات في يد السقير الذي تم التصوير في بلده قام علي الفور بإبلاغ الخارجيه والبحث عن تلك السيدة التي شوهت معالم السياحة في دولته ..
مفارقة عجيبه..
هناك من يحاول رفع المعناه
والمنوط بهم فعل ذالك يبحثون عنها لمعاقبتها علي بؤسها 
لم يكن العثور علي تلك السيدة البائسه بالعسير علي أجهزة الامن في تلك الدوله
وخلال ساعات من الاتصال كانت قوة من رجال الامن والبلديات يقومون بازالة تلك العجوز وأثارها من ذالك الزقاق والقبض عليها والبحث عن تهمة تبعدها عم عيون الغرباء 
علي الجانب الاخر فازت الصورة وصاحبتها بجائزة مالية كبيره غير الشهادات والاوسمه ..
وهنا طلبت إحدي الصحف الكبري أن تجري لقاء مشترك بين تلك المصوره وبطلة صورتها 
وتذهب تلك المصوره الي السيد السقير لتخبره بقصتها وتطلب منه مساعدتها فيقوم السيد الموقر بإبلاغها أنها سوئت سمعة بلدة وسمعة السياحه وبين جذب وشد تذهب الي حكومتها ويبدا الحوار بين حكومات ويتحدث مسؤلي الخارجيه الفرنسيه مع السفير العربي ويخبره ان هذا ليس تشهير بل علي العكس هذا يقتح الباب أمام الجمعيات الخيريه لتقدم المساعدات لبلدكم الفقير 
ويعجب السفير بكلماته ويقتنع ويبدا في محادثة خارجيته أنه فهم الموضوع خطا 
هناك في البلد العربي تلك السيدة لاتدري ما جرمها وبعد أيام عصيبه وبعد إتصلات خارجيه وداخليه يسمحون لها بالمغادرة علي الا تعود لمزاولة هذا النشاط المحرم سياحيا 
تجلس المرأة تفكر وتبتهل الي الله أن يعوضها خيرا 
حتي يدق باب منزلها أحد الاغراب معه بعض من موظفي السفاره الفرنسيه ومعه شيك بعشرين ألف دولار قيمة الجائزه قد تنازلت عنها السائحه الفرنسيه لها وإكتفت بالجوائز والأوسمه لتفتح باب أمل جديد لتلك العجوز البائسه ..!
تمت
بقلمي .. ‫#‏نادية_بدري_محمد‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق