الخميس، 11 أغسطس 2016

"صباح الخير أيها الحزن".. بقلم الكاتب مصطفى حنيجل

يهمنى رأيكم
"صباح الخير أيها الحزن"..
جملة لها رونق وعمق آسر لكنها في حياتي أصبحت واقع أكثر منها بوست علي " الفيس بوك".
فمن يعرف زوجتي سيدرك فعلا مأساتي.
مر علي زواجي من " ألطاف" شهر وبضعة أيام ،تذوقت من العسل قطرات ومن الصدمات مايكفي لإغراق بلدة بأهلها.
"ألطاف" تلك الفتاه التي سهرت أياماً أحلم بها وأدعو الله أن يجمعني بها في حلاله،طيبة القلب،حنونة،لكن عيبها الوحيد هو أنها ت....
"مستجييييير"
- يافتاح ياعليم إحنا لسه ع الصبح،خير يا حبيبتي?
- مليون مرة أقولك متسيبش شبشب الحمام مقلوب كدا،ده بيجيب النحس.
- يا ألطاف الله.ّ
- إنت بتتريق يا مستجير،
- أه بتريق،،طالما كدا كدا هنتخانق..
وكالعادة انسحبت من أمامها حتي لا تتحول بداية اليوم إلي حرب ضروس وأكون فيها ضحية معركة " شبشب الحمام المقلوب" ؛دخلت الغرفة أنقب عن قميص تحت الأنقاض المكومة أعلي السرير فوجدت القميص" الروز" وقد انخلع أحد أزراره.
ولإيماني بأن الحياه الزوجية مشاركة فلم أرد أثقل علي " ألطاف" وأحضرت أدوات الحياكة وشرعت في تركيب الرز،ولحكمة لا يعلمها إلا الله وجدت " ألطاف" أمامي تصرخ حتي أنني تشككت أنها ضبطتني في وضع مخل بالآداب مع القميص.
- إيه ده يا مستجير؟
-إيه اللي إيه يا ألطاف؟
- سايب المقص مفتوح كدا؟
- ماله يا حبيبتي بس،خايفه عليه يجيله برد؟
- كدة يجيب النحس يا مستجير!
- بك أستجير ياااارب.
انقضت " ألطاف " علي المقص وأغلقته وتنهدت وكأنها عبرت خط بارليف المنيع،ونظرت لي نظرة ساهمة وقالت:
- إعمل حسابك في فاكهة وفراخ وحلويات وكيلو ملح خشن وإنت جاي.
- كل ده ليه؟
- عشان ماما هتيجي تقضي اليوم معايا النهاردة.
- طب ليه كيلو ملح خشن يعني!
ضيقت " ألطاف "عيناها وقالت بعصبية :
- هاته وبس..عاوزاه..مش مهم تعرف.
أحضرت لها ما أرادت وعندما عدت سمعت صوت حماتي يأتي من المطبخ فتوسلت إلي ملامحي لتتبسم ولو للحظات اتقاء ل" بوز حماتي" الذي يعتبر هو النحس ذاته!
هالني ما رأيت ،هل قررت ألطاف خلع بلاط الشقة والتنقيب عن بترول؟
كل قطع الأثاث مكومة في أحد الأركان والأرض عارية من السجاد،جاء صوت " ألطاف" من الداخل:
- جبت الملح؟
أيوة ياحبيبتي،إنتو هتعملو إيه؟
ردت حماتي وهي تتفحصني بنظراتها كأنها أمين شرطة في لجنة :
-هنعمل حلة البركة يامستجير. 
- اللي هي ازاي ياحماتي؟ 
- هتعرف دلوقت.
وبالفعل أحضرت حماتي حلة كبيرة بها ماء ووضعت فيها الملح الخشن وأفرغت فيها كيس ممتلئ بحبة البركة وشرعت في التقليب بملعقة خشبية وهي تردد كلمات مبهمة لا يعلمها إلا الله و" ألطاف" بالتأكيد،وقامت برش كل أركان وزوايا الشقة وهي تردد المعوذتين بصوت مسموع .
قلتني الفضول فلم أطق صبرا وانتزعت" ألطاف" بالقوة لأفهم مايجري فطاوعتني :
- ايه اللي أمك بتعمله ده؟
- دي " حلة البركة" يامستجير،عشان لو فيه عمل أو سحر تفسده وعشان البركة تحل ع البيت.
- البركة أه،،وحماتي هي اللي هتجيب البركة؟
قلتها ووجدت كف به مايقرب من تماني أصابع يرسو علي كتفي،إذ بها حماتي ترمقني وتقول:
- بتقول حاجة يامستجير؟
ضحكت ضحكة مرتعدة وأنا أرد:
- لا طبعا ياحماة الهنا..منورة والله.
قلتها وأنا أرسم خطة شريرة..شريرة للغاية.
انتظرت حتي أتمت زوجتي كل شئ ومر أسبوع وأكثر ،فأحضرت عشرة كيلو جرام من الملح الخشن وكيس كبير به حبة البركة وتركتهم في المطبخ وأقنعتها أنها ربما تحتاجه فلا تثقل علي بتكرار المشوار.
وظللت أحدثها بشأن الجارة التي تسكن في الطابق الأعلي،وكم هي غيورة وتسبقها سيرتها بأنها تعشق إيذاء الغير وأنها أيضا تهمس لي عبر الشباك ليلا وأنا أشتري طلبات البيت من محل البقال المواجه للعمارة.
اكتسي وجه " ألطاف" بالأحمر وشعرت أنها ستنفجر خلال دقائق،فعرفت أن نصف خطتي قد نجح،والآن لابد من تنفيذ باقي الخطة.
استيقظت مبكرا قبل " ألطاف" وأحضرت " فردة شراب" وأشعلت بها النيران فاحترقت أطرافها و كتبت عليها بقلم أسود اسم " ألطاف" ثم أحضرت فنجان مملوء بالماء.وسكبته أمام باب الشقة وألقيت " فردة الشراب" وعدت إلي السرير بجوار زوجتي حبيبتي.
استيقظت ألطاف وقالت أنها ستذهب إلي والدتها لأنها مريضة وتريدها معها فوافقت بكل وداعة.
تأنقت واستعدت للخروج وفتحت باب الشقة و....
- مستجييييييير..الحقنييييي،،هقتلها والله هقتلهاااااا..عاملالى عمل..
شق صراخها سكون العمارة وجرت إلى المطبخ لتحضر الملح وحبة البركة بينما أنا بداخل الغرفة أضحك ضحك السنين.
مصطفى حنيجل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق