العمل الوطنى
بقلم \ محمود شنيشن
إن أبرز آليات العمل الوطني والسياسي الغائبة لتغيير هذا المشهد المأساوى والكارثى تكمن في توسيع وتعميق حجم التفاعل الشعبى والشراكة بين مختلف مكونات المجتمع المصرى ، بإطلاق عملية سياسية كاملة للحوار الوطني البناء القائمة على اسس مصالحة شعبية واسعة لحلحة هذا الوضع الجامد والماء الراكد ، وعبر إعادة إنتاج وتشكيل منظمات وهيئات للمجتمع المدني وحثها وتشجيعها على اداء دورها الشاغر للنهوض بالمجتمع في مناخ جديد من الحرية ، وبعيداً عن تسلط أجهزة السلطة عليها وعلى القائمين على نشاطاتها المتعددة والمتنوعة .لآنه ومنذ أمد بعيد وشعوبنا تعاني الويلات من القمع والتعسف وانتهاك حقوق الانسان وافتقاد حق المواطنة بصورة كبيرة عبر تغييب الحريات العامة المدنية والسياسية ، وطغيان قوانين جائرة وضعت كسيفٍ مسلط على رقاب المواطنين ، إضافة لرتهان المكون السياسي وحجبه عن المجتمع وإقصاء فاعلياته الرئيسة عن المساهمة والمشاركة الفاعلة في تحديد جملة التوجهات العامة للدولة ، وفي تطوير الحياة الاجتماعية لمجتمع مريض بات يعاني من واقع التأخر التاريخي والتخلف الحضاري ، إضافة لانتشار منظومة من الفساد طالت كافة مؤسسات الدولة تقريباً ، والإصرار على التحكم السلطوي الفئوي بمقدرات المجتمع ومصيره ومحاصرة طموحاته الوطنية في بناء دولة مدنية حديثة تواكب التقدم الإنساني وما فيه من تحولات عالمية عميقة ومتسارعة في مجالات السياسة والاقتصاد والتقدم العلمي والتقني .
ولأنه ليس ثمة نهضة حدثت سابقاً او لاحقاً في التاريخ الإنساني إلاَ وتقدمها نوايا طيبة وفكر سياسي واضح وإرادة فاعلة لتحقيق هذه النهضة فلذلك لابد من وضع مجموعة من الأفكار والآراء والتصورات حول المسألة الديمقراطية ، وكيفية التحول الديمقراطي لبناء مرحلة جديدة لدولة مدنية حديثة تتسم بسبل التعايش السلمى والآهلى بين المصريين كافة وبالرغم من هذا المخاض الصعب و المتناقض الذى نراه فى نفس الوقت إلا انه اصبح يبدو أن صوت الحرية والديمقراطية أضحى طاغياً على غيره من الآصوات في كل ميادين الثقافة والسياسة والاجتماع , وذلك في مواجهة عقود طويلة من القمع والاستبداد السياسي التى ماتزال تلقي بظلالها الكئيبة علينا عبر استمرار تلك الأنظمة الشمولية السائدة .
محمود شنيشن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق