أيتها المختارةُ الشقشقية
التى بينَ أوردتي تاجًا ومشربية
وطيلسانًا وصولجانًا وبندقية
اسكبي كأسًا من شهدِ شفتيكِ الدائرية
وتنفسيني عشقًا وزنبقةً وزهورًا نرجسية
كما الهواءُ في شرايينكِ وأوردتى الشقية
لتكونَ الدنيا قنديلًا وياسمينًا وعنبرية
وقصائدَ شاعرية
ومزهرياتٍ ساحرية
ومعزوفاتٍ قاهرية
ومقطوعاتٍ نثرية
بعينيكِ العاشقتينِ وبسمتكِ المحورية
فنيرانُ قلبيَ برأتيكِ المشتاقةُ اللولبية
هامتْ للمسِ خدودِكِ وشواطِئكِ المرمرية
فاعلمي ياشقيَّتي الورديَّة
أنَّ أرضكِ ساحلية
وأنَّكِ الرسولةُ والمجدلية
وأنكِ الأبيَّةُ والتقيَّة
وأنَّ ضفَّتيكِ عباءةٌ شجرية
وأنَّ جُزركِ يا شقيقتى اللوذعية
خالياتٍ منْ النوارسِ والكوارثِ الطبيعية
وأنَّ اقمارَكِ لؤلؤاتٌ فضيَّة
ومحاراتٍ عسجدية
وبيارقَ مهدية
فيامجنونتي المثالية
ويا أيقونتى التهاميَّة
ويا غجريَّتى البابلية
ويا عنقائى العمانية
ويا شهيدتى الحلبية
لم يعد لجرَّافتى الأوزعيَّة
مكانٌ للثلوجِ فتزدريه
أرضُكِ الشامية
وتنقلُه للعصورِ الحجرية
ولا لمخراتى البطلمية
ولا لفيوضاتى الفاطمية
ولا لأطروحاتى الفلسفية
ولم يعد هناك تأريخٌ بعينىَّ
يأخذنى منكِ يا بهيَّة
ولم يعد لخرافتِى أصداءٌ أسطورية
ولم يعدْ لمذاقِي طعمٌ تشتهيهه
آلاتُكِ الحربية
ورماحُك القطرية
تطايرتْ فى مكافحاتِكِ الدبلوماسية
ضدِ المطامعِ الاستعمارية
ضدِّ انشطارِكِ كأنثى استثنائية
وشقائقِ نعمانٍ مخملية
وآٍه منكِ يا عروبتى الشجيَّة
وآهٍ منكِ يا عفرائى القروية
لو تدخلينَ جُعْبتى الأندلسية
وتستحلَّينَ أنظمتى الالكترونية
وتفيرسينَ ذاتى بإيحاءاتِكِ البدوية
وآهٍ منكِ يا حلوتى بذاتكِ العبقرية
لو تبدلينَ آهاتي وطعناتى
ونعراتى الطائفية
ومرارةَ الأيامِ بمجازفاتِكِ النيلية
وتحوِّليننى بأشرعتى
أغانٍ عاطفية
لهمسِ أوتاركِ الهندية
وانتشاءاتِكِ الفارسية
وسيوفكِ اليمنية
وأرومتى وقدسياتى الحجازية
يطربُ العشَّاقُ لها فى مُداراتى
وكم منْ طعنةٍ نجلاءَ مهارية
وبالوقتِ تهونُ فى الوطنِ الحزينِ
والعيونِ العسلية
وقوسِكِ المستكينِ
ومَداراتِكِ الملائكية
وملامحِكِ وَبَشَرتِكِ القمحية
وسَمَارِكِ اللجيِّنِ المبينِ
وقسماتِكِ البُنيِّة
وسُمَّارِكِ الأحرارِ يا خمرية
فتعالَي ولا تترددي بغضبةٍ عربية
وكُوني كَونِى فأكونُ ترياقًا لأوجاعى
ومزلاجًا للحاضرِ الآتى فى عروباتى
وبلسمًا لجراحاتى وكلَّ جولاتى
ضد اشتقاقاتى وتقسيماتى
والميول العتجهية .
.................................................
كتبها : نور هادى
شاعر الفردوس
شاعر الفردوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق