الخميس، 17 ديسمبر 2015

عَاصفَة هَوْجَاء بقلم طاهر مشي

عَاصفَة هَوْجَاء
عَاصفَة هَوْجَاء شَدّت رَحيلها
بَانَت عَلى الأُفق تُراقص النّضر
تَميل عَلى اليَسار ثُم يَمينَها
تَمْحُو ردَاءَات السّنين الخُضر
لاَحَت تَنُوح دُمُوع صبَاها
اشْرَأَبَّت الأَعْنَاق فيهَا بالنظَر
خلْتَهَا بطَلَّتَها سَحَابَا تَرَاكَم
وَغيُوما تَرْمينَا صَوَاعق القَدَر
تَسَمَّرَ الفُؤَاد ببَرْق عَينَيها
وَاشْتَد الحدَادَ عَلَى مَن شَابَها الصّغر
دَنَت وَبَدَت تَلين وَتَنْحَني جَنْبَتَاهَا
وَغَرَّدَ الرَّعد بَعْدَ قَصْفَه دُرَر
رَمَتْ بعَبَاءَة البَرَد المُصَاحب
احْتَوَتْني فَهمْت بوَصْفها صُور
رَكَع ردَاء العَاصفَة الهَوْجَاء
بَيْنَ يَدي حَمَلْتها وَالوَجْد يَنْهَمر
سَاءَلْتها هَلْ لي بقُبْلَة عَلَى الجَبين ؟
رَقْرَقَت عَيْنَاهَا وَأَغْرَقَتْني بالعبر
عَانَقْتَهَا بَيْنَ الرَّوَابي وَبَيْتَنَا
وَشَيَّدَت مَخْضَع للْعَوَاصف السّمر
وَبَاتَ الحَنين جَنَّة في خَانَتَها
وَالعشْق مَأْوَاهَا وَالحُلْم عبَر
كَانَت هُنَا عَاصفَة هَوْجَاء
شَدّتْ رَحيلَها للقَاء مُنْتَظَر
طاهر مشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق