السبت، 2 يوليو 2016

جدى بقلم نور هادى

نور هادى 
شاعر الفردوس 
يكتب قصيدة (جدى )
.........................................
جدى
قالَ لى جدى مرةً ذاتَ مساء
فى زمانِ النصحِ بلا كبرياء
يا وليدى الغالى
يا نجمةً فى أُفْقِ العطاء
يا فارسِ العشقِ فى الهيجاء
عندما تكبرُ يشتدُّ منكَ البناء
إياك يا حفيدى و جملةَ النساء
فاجتماعهنَّ فى العصرِ شقاء
ولمتْهنَّ فى القصرِ داء
فكلهنَّ يا صغيرى مطايا سواء
وحنايا شواءٍ فى اللقاء
وخبايا سوداءٍ فى الانجلاء
وفى الجنونِ أربابُ بكاء
وهنَّ أخوةُ يوسفٍ يبكونَ فى العِشاء
وهنَّ صاحباتُ يوسفٍ وأيُّما إغراء
وهنَّ صويحباتُ سحرٍ ومكرِ ودهاء
وليس لسحرهن دواء
ولهنَّ فى العشقِ ولْغة
ولهنَّ فى المكرِ لُغة
ولهنَّ فى الإغراءِ فتنة
وفى أجسادهنَ ولْعة
وعليهنَّ طلَّة ولعنة
ليس لها شفاء
فاستوصوا خيرًا بالنساء
يعنى ربوهنَّ على العطاء
عظهوهنَّ واضربوهنَّ واهجروهنَّ
وربما بعد هذا ينشزنَّ فرفقًا بالقوارير
وأين الصالحاتُ المؤمناتُ
الراكعات الصائماتُ القائماتُ
الحافظاتُ لكتابِ الله ؟؟
وأينَ المائلاتُ الميملاتُ
الكاسياتُ العارياتُ ؟؟
وأين الشقرواتُ والسمراواتُ
والخمرياتُ واسنمةُ البختِ المائلة ؟؟
أينَ عبلةُ وبثينةُ وليلى ومىُّ ونائلة ؟؟
وركبتُ البرَّ طرًا
وركبتُ البحرَ سفنًا
وركبتُ الجو متعة
وكانَ عندى تأشيرةً وحصانةً
ومنعةً ويُسرا
وعرفتُ السهدَ والسهرا
وذقتُ العمرَ شهدا
ورحت يمبنًا ويَسرا
ولم أُطعْ لجدى رجاء
ورسيتُ على مراسى المرام
وسبحتُ فى شواطىء الغرام
وسهرتُ مع الفجر الذى لا ينام
وسحبتُ أوراقَ اللعبِ والبختِ واليانصيب
وعمرى ما كانَ أبدًا يُصيب
وزرت مملكة حواء
وسكرتُ من الخمرِ والبغاء والاشتهاء
وخبرتُ البيعَ والشراء
وسوقَ التخاسةِ والامتلاء
وتعرفتُ على السلوى والرجاء
وبشمتُ من الثناء
وصعدتُ الجسرَ فى الهواء
ولامستُ الأكفَ والحنَّاء
ولم أطقْ النظرَ للوراء
وكانت القطةُ تحاكى داخلها
وذئبها عواٌء مواءٌ باشتهاء
والجسدُ إناءٌ فيه الرقةُ والجفاء
وضاعَ المالُ والعمرُ يا جدى ومالى بقاء
كنتُ أعلمهن دروسَ النقاء
واعرفهن أساطيرَ العشقِ والوفاء
وخسرت أيامى فى العراء
وضاعت سنينى فى الخفاء
ونسيتُ دروسى والحياء
وصارت كتبى هباء
واستحييتُ أنْ أرفعَ اليدينِ بالدعاء
ولعنتُ شهيقى وزفيرى فى الهواء
وما ماتَ ضميرى من سكينِ العناء
وخنجرِ الاحتواء
وقررتُ أنْ أعودَ إلى بيتى
وضيعتى الحسناء
وفرستى النجباء
وناعورتى وفجرى والضياء
والتحفُ بجريدِ النخلِ والسماء
واتحملُ قرصَةَ بردِ الشتاء
وسخريةَ الأصدقاءِ والرفقاءِ والبخلاء
وكلمتُ جدى فى جنحِ الليلِ والخفاء
تسبقنى دموعى وصرخاتى الخرساء
وتضرعاتى الحمقاء
وهل يجدى البكاء ؟؟
وندمى بالعلياء للشيماء والشهباءِ
واللطماءِ والبكماءِ والصماء
وتوسلاتى ودعواتى لجدى فى المساء
فقصصتُ له حكابيتى البلهاء
وحكيتُ له قصتى النكراء
ورويتُ ما كان منى وما كان منهنَّ
وما جرى وما كانَ من يدى
وتلكَ الأرجلُ العرجاء
فابتسم لى وقال يا صغيرى هذا جزاء
من كان يحرث الحرث فى الماء
ويترك الأرض عطشى جوفاء
وقديمًا قالوا للبهاءِ صفاء
وللقصيدِ شعراءٌ وسناء
..............................................
كتبه: نور هادى
شاعر الفردوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق